الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لِيَأۡكُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦ وَمَا عَمِلَتۡهُ أَيۡدِيهِمۡۚ أَفَلَا يَشۡكُرُونَ} (35)

ثم قال : { ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم } الهاء في ثمره تعود على ماء العيون ، لأن الثمر من الماء اندرج وتكون فأضيف إليه ، أي : فعلنا لهم {[56621]} ذلك ليأكلوا ثمرة {[56622]} .

النخيل والأعناب . ووحد الثمر في قوله { ثمره } {[56623]} فوحد الضمير ، لأن العرب تأتي بالاثنين وتقتصر على خبر أحدهما {[56624]} {[56625]} .

ومن فتح التاء {[56626]} جعله ثمرة وثمر كخشبة وخشب .

ومن ضم جمع ثمرة على ثمار ، ثم جمع ثمارا على ثمر كحمار وحمر ، ويجوز أن يكون جمع ثمرة أيضا كخشبة وخشب {[56627]} .

وقوله ( تعالى ) {[56628]} : { وما عملته أيديهم } أي : ومن ثمر الذي عملته أيديهم يعني الذي غرسوا وزرعوا .

ويجوز أن تكون " ما " نافية أي لم يعمل ذلك الذي أحياه المطر أيديهم {[56629]} . ومن حذف الهاء {[56630]} في " عملته " جعل " ما " والفعل مصدرا أو نافية أو بمعنى الذي لا غير {[56631]} .

ومن أثبتها {[56632]} جعلها بمعنى الذي لا غير .

{ أفلا يشكرون } أي : يشكر هؤلاء على هذه النعم .


[56621]:ب: "فعلنا ذلك إليهم".
[56622]:ب: "ثمر"
[56623]:ساقط من أ
[56624]:ب: "أحديهما"
[56625]:انظر: مجاز أبي عبيدة 2/161
[56626]:قرأ حمزة ةالكسائي من "ثمره" بالضمر وقرأ الباقون من "ثمره" بالفتح جعلوه جمع ثمرة انظر: الحجة لأبي زرعة 598 والجامع للقرطبي 15/25
[56627]:انظر: الحجة لأبي زرعة 598
[56628]:ساقط من ب
[56629]:انظر: مشكل الإعراب 2/603
[56630]:قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي "عملت" بغير هاء انظر: الكشف لمكي 2/216 والحجة لابن زرعة 598 والسبعة لابن مجاهد 540 والتيسير للداني 184 وسراج القارئ 331
[56631]:انظر: مشكل الإعراب 2/603 والتبيان للعكبري 2/1082
[56632]:قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم "عملته" بإثبات الهاء انظر: السبعة لابن مجاهد 540