واللام في قوله : { لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ } : متعلقة بجعلنا والضمير المجرور يعود إلى المذكور من الجنات والنخيل ، وقيل هو راجع إلى ماء العيون ؛ لأن الثمر منه ، قاله الجرجاني ، وقرئ :{ ثمره } بضمتين وبفتحتين هما سبعيتان وقرأ الأعمش بضم الثاء وإسكان الميم ، وقد تقدم الكلام على هذا في الأنعام .
{ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ } أي : ليأكلوا من ثمره ويأكلوا مما عملته أيديهم كالعصير والدبس ونحوهما ، وكذلك ما غرسوه وحفروه وعالجوه على أن
{ ما } موصولة . وفيه تجوز على هذا . وقيل : هي نافية ، والمعنى :لم يعملوه بل العامل له هو الله عز وجل أي :وجدوها معمولة ولا صنع لهم فيها وهو قول الضحاك ومقاتل . وقيل : إنها نكرة موصوفة والكلام فيها كالذي في الموصولة ، وقيل إنها مصدرية أي :ومن عمل أيديهم والمصدر واقع موقع المفعول به فيعود المعنى إلى معنى الموصولة أو الموصوفة .
وعن ابن عباس في الآية قال : ( وجدوها معمولة لم تعملها أيديهم ) يعني :الفرات ودجلة ونهر بلخ وأشباهها { أَفََلا يَشْكُرُونَ } ؟ الاستفهام للتقريع والتوبيخ لهم بعدم شكرهم للنعم المعدودة ، والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام أي : أيرون هذه النعم ؟ أو أيتنعمون بها فلا يشكرونها ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.