تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِن تُبۡدُواْ خَيۡرًا أَوۡ تُخۡفُوهُ أَوۡ تَعۡفُواْ عَن سُوٓءٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّٗا قَدِيرًا} (149)

الآية 149

ثم قال : { إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء } يحتمل ، والله أعلم ، أن العفو والتجاوز خير عند الله من الانتصار . ويحتمل{[6747]} هذا وجهين : يحتمل أن يكون على الترغيب ؛ رغبهم عز وجل عن السوء والمظلمة . فكما أن يعفو عن خلقه ، ويتجاوز عنهم مع قدرته على الانتقام ، فاعفوا أنتم عن ظالكم أيضا ، وإن قدرتم على الانتصار والانتقام منه ، فيكون لكم عند الله الثواب .

ويحتمل أن يأمرهم بالعفو عن مظالمهم ليغفو عز وجل عن مظالمهم التي في ما بينهم وبين ربهم . وعلى ذلك يخرج قوله : { فإن الله كان عفوا قديرا } فإن الله عز وجل أقدر على عفو ذنوبكم منكم على عفو صاحبكم المسيء إليكم .

وقال بعضهم : الله أجدر وأحرى أن يعفو عنك إذا عفوت عن أخيك في الدنيا ، وهو على ذلك أقدر .


[6747]:الواو ساقطة من الأصل وم.