غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِن تُبۡدُواْ خَيۡرًا أَوۡ تُخۡفُوهُ أَوۡ تَعۡفُواْ عَن سُوٓءٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّٗا قَدِيرًا} (149)

142

ثم حث على العفو بقوله : { إن تبدوا خيراً أو تخفوه } وهو إشارة إلى إيصال النفع { أو تعفوا عن سوء } وهذا إشارة إلى دفع الضرر ، وعلى هذين تدور المعاشرة مع الخلق . { فإنّ الله عفواً قديراً } قال الحسن : أي يعفو عن الجاني مع قدرته على الانتقام فعليكم أن تقتدوا بسنّة الله . وقيل : عفو لمن عفا ، قدير على إيصال الثواب إليه . وقال الكلبي : معناه أن الله أقدر على عفو ذنوبك منك على عفو صاحبك . وفي الخبر أن أبا بكر الصديق شتمه رجل فسكت مراراً ثم رد عليه فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر : شتمني وأنت جالس فلام رددت عليه قمت .

قال : إن ملكاً كان يجيب عنك ، فلما رددت ذهب الملك وجاء الشيطان فلم أجلس عند مجيء الشيطان .

/خ152