وقوله تعالى : { ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قللا منهم } الآية قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : ( لو كانت فينا نزلت يا رسول الله لبدأت بنفسي وأهل بيتي ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذلك لفضل يقينك على يقين الناس وإيمانك على إيمان الناس " ) ( بنحوه السيوطي في الدر المنثور2/587 ) .
وعن الحسن( أنه ){[5899]}قال : ( " لما نزلت هذه الآية قال رجل من الأنصار : والله لو ( كانت فينا نزلت ){[5900]} لقتلنا أنفسنا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده للإيمان أثبت في صدور الرجال من الجبال الرواسي " )( السيوطي في الدر المنثور2/578 ) .
قيل : { ولو أنا كتبنا عليهم } الآية هم( اليهود يعني بهم ){[5901]} العرب كما أمر أصحاب موسى عليه السلام ، وقيل : قال عمر رضي الله عنه ونفر عنه : ( والله لو فعل ربنا لفعلنا ، فالحمد لله الذي لم يجعل بنا ذلك ، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم " للإيمان أثبت في قلوب المؤمنين من الجبال الرواسي " )( السيوطي في الدر المنثور2/587 ) .
ثم اختلف في قتل الأنفس ، قال بعضهم : هو أن يقتل كل نفسه ، وقال آخرون : هو أن يقتل بعض بعضا . وأما قتل كل نفسه فإنه لا يحتمل لوجهين :
أحدهما : وذلك أنه عبادة شديدة مما لا يحتمله أحد كقوله تعالى : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها }( البقرة : 286 ) أخبر أنه لا يكلف( أحدا ){[5902]} ما لا طاقة له .
والثاني : أن فيه قطع النسل وحصول الخلق للإفناء خاصة ؛ وذلك مما لا حكمة في خلق الخلق للإفناء خاصة .
وقوله تعالى : { ما فعلوه إلا قليلا منهم } قيل : هو عبد الله بن مسعود وعمار وفلان وفلان رضي الله عنه ولا ندري أيصح أم لا ؟ ولو كان قوله تعالى : { أن اقتلوا أنفسكم } قتل بعض فذلك مما أمروا به بمجاهدة العدو والإخراج من المنزل والهجرة . ثم أخبر أنهم لا يفعلون ذلك{ إلا قليل منهم } .
وقوله تعالى : { ولو أنهم فعلوا ما يعظون به لكان خيرا } يحتمل وجهين :
( أحدهما : ){[5903]} لو فعلوا ما يؤمرون به من الإسلام والطاعة{ لكان خيرا لهم } ذلك .
والثاني{[5904]} : يحتمل لو{ أنهم فعلوا ما } يؤمرون به من القتل ، لو كتب عليهم { لكان خيرا لهم } في الآخرة{ وأشد تثبيتا } قيل : حقيقة ، وقيل : تحقيقا في الدنيا ، وقيل : { ما يوعظون به } من القرآن{ لكان خرا لهم } في دينهم{ وأشد تثبيتا } يعني تصديقا بأمر الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.