تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَكَيۡفَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا} (62)

الآية 62

وقوله تعالى : { فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا } يحتمل هذا ما ذكر في القصة الأولى أن عمر رضي الله عنه لما قتل ذلك الرجل المنافق جداء المنافقون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يحلفون بالله ما أراد ذلك الرجل إلا إحسانا أي تحقيقا وتيسيرا عليك ليرفع عنك المؤنة وتوفيقا إلى الخير والصواب .

وقيل : نزلت في المنافقين في بناء مسجد ضرارا كقوله سبحانه وتعالى : { وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى } ( التوبة : 107 ) ويحتمل قوله تعالى : { فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا } في الآية في كل مصيبة تصيبهم وكل نكبة تلحقهم ؛ إذ كانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعتذرون كما{ يعتذرون إليكم إذ رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم } الآية ( التوبة : 94 ) لأنهم كانوا يميلون إلى حيث ما كانوا يطمعون في {[5882]} المنافع من الغنيمة وغيرهم إن رأوا {[5883]} النكبة والتبرة على الكافرين يظهروا {[5884]} الموافقة لهم كقوله تعالى : { الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم تكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين } ( النساء : 141 )هذا كان دأبهم عادتهم أبدا . د

وقوله تعالى عز وجل : { إن أردنا إحسانا وتوفيقا } قيل فيه بوجوه : قيل : إلا تخفيفا وتيسيرا عليك ، وقيل : قالوا : تحاكمنا{[5885]} إليه أنه إن وفق ، وإلا رجعنا إليك . وفيه دلالة بطلان تحكيم الكافر والتحاكم إليه ، وذلك حجة لأصحابنا ، رحمهم الله تعالى ، والله أعلم .


[5882]:في الأصل وم:من.
[5883]:في الأصل وم:راء.
[5884]:في الأصل وم: يظهرون.
[5885]:في الأصل وم: تحكمنا.