تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلضَّلَٰلَةُۚ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُواْ ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ} (30)

الآية 30 وقوله تعالى : { فريقا هدى } بما هداهم الله بفضله { وفريقا حقّ عليهم الضلالة } بما اختاروا من فعل الضلال ، فأضلّهم الله كقوله تعالى : { يضل من يشاء } [ الرعد : 27 ] وقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له } [ الأعراف : 186 ] .

وقوله تعالى : { ويحسبون أنهم مهتدون } فيه لزوم الحجة والدليل في حال الحساب والظن إذا كان بحسب الإدراك والوصول إليه ؛ لأنه قال { ويحسبون أنهم مهتدون } وفيه{[8263]} أنهم عند أنفسهم مهتدون ، ولم يكونوا ، ثم عوقبوا على ذلك .

دلّ أن الدليل والحجة قد تلزمان{[8264]} ، وإن لم يعرف بعد أن يكون سبيل الوصول إلى ذلك ، وهذا يردّ قول من يقول بأن فرائض{[8265]} الله لا تلزم إلا بعد العلم بها والمعرفة .


[8263]:الواو ساقطة من الأصل وم.
[8264]:في الأصل وم: يلزم.
[8265]:من م، في الأصل: يقول.