تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{تَعۡرِفُ فِي وُجُوهِهِمۡ نَضۡرَةَ ٱلنَّعِيمِ} (24)

الآية 24 : وقوله تعالى : { تعرف في وجوههم نضرة النعيم } أي تعرف لو نظرت في وجوههم نظرة النعيم . فجائز أن تكون النظرة منصرفة إلى نفس الخلقة ، وهي{[23313]} أنهم أنشئوا على خلقة لا تتغير ، ولا تفنى ، بل [ تزداد ]{[23314]} بهجة ونضرة ، أو تكون نضارتهم بما أنعموا من النعيم .

ثم خصت الوجوه [ لأمرين :

أحدهما ]{[23315]} : لأن النظر من بعض إلى بعض يكون إلى الوجوه لا إلى غيرها من الأعضاء ، فخصت الوجوه بالذكر لهذا ، لا أن تكون النضرة لها خاصة ، بل النضرة تشتمل سائر البدن .

والثاني : لأن السرور إذا اشتد في القلب أثر في الوجوه ، وكذلك الحزن يؤثر في الوجه إذا اعترى القلب ، فيكون في ذكره { نضرة النعيم } إخبار عن غاية ما هم عليه من السرور .


[23313]:في الأصل وم: وهو.
[23314]:ساقطة من الأصل وم.
[23315]:ساقطة من الأصل وم.