تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِيرُ} (11)

الآية 11 : وقوله تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فمنهم من صرف هذا الخطاب إلى الذين عذبوا من المؤمنين ، ومنهم من صرفه{[23421]} إلى المعذبين ، وهو أنهم لو آمنوا مع عظم جرمهم وإساءتهم [ إلى أولياء ]{[23422]} الله تعالى لكان يعفو عنهم ، وتسعهم رحمته .

وقوله عز وجل : { لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } فقوله : { من تحتها الأنهار } يحتمل وجهين :

أحدهما : من تحت أهلها .

والثاني : من تحت أشجارها .

والجنة اسم للمكان [ الذي فيه ]{[23423]} الأشجار الملتفة ، فيخبر [ أن ]{[23424]} الماء يجري من تحت ما به صار جنة ، وهي الأشجار . وليس يراد بقوله : { تحتها } الجنة أي تحت ترابها ، لأن تحتها تكون قناة أو بئر ، إذ ليس بهما كثير نزهة .

وقوله تعالى : { ذلك الفوز الكبير } والفائز ، هو الذي يظفر بما يأمل ، وينجو عما يخاف ، ويحذر . ووصف [ الفوز ]{[23425]} أنه كبير لأنه ليس لما أنعم زوال ولا انقطاع .


[23421]:من م،في الأصل: صرف.
[23422]:في الأصل وم: أولياء.
[23423]:في الأصل وم: التي فيها.
[23424]:من م، ساقطة من الأصل.
[23425]:ساقطة من الأصل وم.