وقوله تعالى : ( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ) أي لو كانوا خرجوا فيكم . ألا ترى أنه قال : ( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ) ؟ [ التوبة : 46 ] دل هذا أنهم لم يكونوا خرجوا . ولو كانوا خرجوا لم يكن ثبطهم . دل أنه ما ذكرنا والانبعاث هو الخروج ، وكذلك في حرف ابن مسعود : ولكن كره الله خروجهم ، والتثبيط الحبس . وأصل التثبيط التثقيل .
وقال أبو عوسجة : الانبعاث هو القيام ، والخبال : قيل الفساد والشر ، وقيل : الغي ، وهو واحد .
وقوله تعالى : ( ما زادوكم إلا ) كذا . تحتمل/214-ب/ زيادة الخبال وجوها : تحتمل أن يكونوا عيونا للعدو ، ويخبروهم عن عورات المسلمين ؛ أو كانوا يجيئون أهل الإسلام بقولهم[ في الأصل وم : كقولهم ] : ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم )[ آل عمران : 173 ][ ونحو ذلك ][ في الأصل : ونحو ، في م : ونحوه ] .
وقوله تعالى : ( وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ ) قيل : هو من إيضاع الإبل خلالكم ، يتخلل في ما بينكم . وقيل : ( وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ ) أي رواحلهم حتى يدخلوا بينكم حتى لا يصيبهم[ في الأصل وم : يصيبكم ] الأذى ؛ وكانوا[ أدرج بعدها في الأصل وم : لا ] يستترون بالمسلمين لئلا يصيبهم شيء من البلاء والشدة .
وقال القتبي : ( وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ ) من الموضع ، وهو سرعة السير . وقال أبو عوسجة : هو من الإيضاع يكون على الإبل . وهو عندي : من عدو الإبل ؛ يقال : أوْضَعْتُ البعير ، وركَّضْتُ الفرس ، وأَجْرَيْتُ الحمار ، ( خلالكم ) بينكم . وقيل : الخِلال : القتال ، وهو ما ذكرنا أنهم يُدخِلون فيهم النقصان والقتال والفشل .
وقوله تعالى : ( يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ ) قيل يبغون منكم الفتنة ، وهو الشرك الذي كانوا هم عليه . ويحتمل ما ذكرنا من القتل وإدخال الفشل والجُبن فهيم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ) هذا يحتمل أن هؤلاء المنافقين يكونون سُماعا وخُبُرا وعيونا ؛ يخبرونهم عن عورات المسلمين وضعفهم ، ويحتمل قوله : ( وفيكم ) من المؤمنين ( سماعون لهم ) الآية : قيل : إنه كان في أصحاب النبي أهل محبة لهم وطاعة لشرفهم فيهم .
وعن ابن عباس رضي الله عنه [ أنه ][ ساقطة من الأصل وم ] قال : ( يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ) كان الرجل يرى الجماعة من المسلمين ، فيضرب دابته حتى يدخل بينهم ، ثم يقول : أبلغكم ما بلغني أن العدو أمامكم عوَّروا المياه ، وفعلوا كذا ، وهيئوا ؟
ويحتمل قوله : ( وفيكم سماعون لهم ) أي فيكم من المنافقين الذين قعدوا ، ولم يخرجوا ، يسمعون للمؤمنين الذين لم يخرجوا أيضا ما يكرهون ؛ يقولون : الدَّبْرَةُ على المؤمنين ، ونحو ذلك من الهزيمة .
وقوله تعالى : ( والله عليم بالظالمين ) أي لا عن جهل أمهلهم على ما هم عليه ، ولكن أخرهم ليوم كقوله : ( ولا تحسبن الله غافلا )الآية[ إبراهيم : 42 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.