النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتۡ وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّهُمۡ قَٰدِرُونَ عَلَيۡهَآ أَتَىٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلًا أَوۡ نَهَارٗا فَجَعَلۡنَٰهَا حَصِيدٗا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (24)

قوله عز وجل : { . . . فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً } فيه وجهان :

أحدهما : ذاهباً{[1317]} .

الثاني : يابساً . { كَأَن لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ } فيه أربعه تأويلات :

أحدها : كأن لم تعمر بالأمس{[1318]} ، قاله الكلبي .

الثاني : كأنه لم تعش بالأمس ، قاله قتادة ، ومنه قول لبيد :

وغنيت سبتاً{[1319]} بعد مجرى داحس *** لو كان للنفس اللجوج خلود

الثالث : كأن لم تقم بالأمس ، ومن قولهم غنى فلان بالمكان إذا أقام فيه ، قاله عليّ بن عيسى .

الرابع{[1320]} : كأن لم تنعم بالأمس ، قاله قتادة أيضاً .


[1317]:ذاهبا: هكذا في الأصول واللغة لا تشهد لهذا التفسير فإن حصيدا المراد بها مستأصلة كالزرع الذي حصد من أصله.
[1318]:سقط من ق.
[1319]:سبتا: في الأصول دهرا والتصويب من شرح المعلقات لأبي بكر الأنباري ص 517. ومعنى سبتا برهة من الدهر.
[1320]:سقط من ق.