تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتۡ وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّهُمۡ قَٰدِرُونَ عَلَيۡهَآ أَتَىٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلًا أَوۡ نَهَارٗا فَجَعَلۡنَٰهَا حَصِيدٗا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (24)

{ إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام } يقول : مثل الدنيا كمثل النبت بينا هو أخضر ، إذا هو قد يبس ، فكذلك الدنيا إذا جاءت الآخرة ، يقول : أنزل الماء من السماء ، فأنبت به ألوان الثمار لبني آدم ، وألوان النبات للبهائم ، { حتى إذا أخذت الأرض زخرفها } يعنى حسنها وزينتها ، { وازينت } بالنبات وحسنت ، { وظن أهلها } يعنى وأيقن أهلها { أنهم قادرون عليها } في أنفسهم ، { أتاها أمرنا } يعنى عذابنا { ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا } ، يعنى ذاهبا ، { كأن لم تغن بالأمس } يعنى تنعم بالأمس ، { كذلك } ، يعنى هكذا تجئ الآخرة ، فتذهب الدنيا ونعيمها وتنقطع عن أهلها ، { نفصل الآيات } ، يعنى نبين العلامات { لقوم يتفكرون } [ آية :24 ] في عجائب الله وربوبيته .