تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتۡ وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّهُمۡ قَٰدِرُونَ عَلَيۡهَآ أَتَىٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلًا أَوۡ نَهَارٗا فَجَعَلۡنَٰهَا حَصِيدٗا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (24)

{ إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض } قال بعضهم : يعني : فأخرجت الأرض ألوانا من النبات { حتى إذا أخذت الأرض زخرفها } يعني : حسنها { وازينت } يعني : تزينت بنباتها من صفرة وخضرة وحمرة .

قال محمد : أصل ( الزخرف ) : الذهب ، ثم يقال للنقش وللنور والزينة ، وكل شيء زين : زخرف .

{ وظن أهلها أنهم قادرون عليها } أي : قادرون على الانتفاع بما فيها من زرع . { أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا } أي : ذهب ما فيها . { كأن لم تغن بالأمس } كأن لم يكن ما كان فيها من زرع بالأمس قائما .

قال محمد : المعنى : كأن لم تكن عامرة بالأمس ، المغاني : المنازل ، واحدها مغنى تقول : غنيت بالمكان ؛ إذا أقمت به .

{ كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون } يقول : فالذي أنبت هذا الزرع في الأرض الموات ، حتى صار زرعا حسنا ، ثم أهلكه بعد حسنه وبهجته قادر على أن يحي الموتى ، وإنما يقبل ذلك ويعقله المتفكرون .