المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتۡ وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّهُمۡ قَٰدِرُونَ عَلَيۡهَآ أَتَىٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلًا أَوۡ نَهَارٗا فَجَعَلۡنَٰهَا حَصِيدٗا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (24)

تفسير الألفاظ :

{ فاختلط به نبات الأرض } أي فاشتبك بسببه نبات الأرض حتى خلط بعضه بعضا . { والأنعام } أي الإبل والبقر والغنم جمع نعم ، ولكن لا يقال لها أنعام إلا إذا كانت الإبل في جملتها . والأنعام في هذه الآية شاملة لجميع البهائم . { زخرفها } أي زينتها . { حصيدا } أي شبيها بما حصد من أصله . { كأن لم تغن بالأمس } أي كأن لم يغن زرعها ، أي كأن لم يلبث . يقال غنى بالمكان يغني غنى أي لبث به .

تفسير المعاني :

إنما مثل الحياة الدنيا في سرعة تقلبها كمثل ماء أنزلناه من السماء فنما بسببه نبات الأرض واختلط بعضه ببعض مما يأكله الناس والبهائم من الزروع ، حتى إذا بلغت الأرض غاية بمختلف النباتات وخيل لأهلها أنهم متمكنون من حصدها والتمتع بثمارها ، ضرب زرعها ما يجتاحه من الآفات ليلا أو نهارا فجعلنا زرعها شبيها بما حصد من أصله كأن لم يكن موجودا بالأمس ، كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون .