النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ} (58)

قوله عز وجل : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أن فضل الله معرفته ، ورحمته توفيقه .

الثاني : أن فضل الله القرآن ، ورحمته الإسلام ، قاله ابن عباس وزيد بن أسلم والضحاك .

الثالث : أن فضل الله الإسلام ، ورحمته القرآن ، قاله الحسن ومجاهد وقتادة .

{ فَبِذلِكَ فَلْيَفُرَحُواْ } يعني بالمغفرة والتوفيق على الوجه الأول ، وبالإٍسلام والقرآن على الوجهين الآخرين .

وفيه ثالث : فلتفرح قريش بأن محمداً منهم ، قاله ابن عباس{[1332]} .

{ هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } يعني في الدنيا .

روى أبان عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ هَدَاهُ اللهُ لِلإِسْلاَمِ وَعَلَّمَهُ القُرآنَ ثُمَّ شَكَا الفَاقَةَ كَتبَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ " ثم تلا { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }{[1333]} .


[1332]:سقط من ق.
[1333]:رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد في المسند.