الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ} (58)

ثم قال تعالى : قل – يا محمد – { بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا }[ 58 ] أي : بفضل الله عز وجل ، وهو الإٍسلام{[31186]} الذي تفضل{[31187]} على العبادة المؤمنين{[31188]} بالهداية إليه وبرحمته سبحانه التي رحمكم ، فاستنقذكم من الضلالة . { فبذلك فليفرحوا } .

وعن ابن عباس أنه قال : فضل الله عز وجل{[31189]} القرآن ، ورحمته سبحانه أن{[31190]} جعلهم من أهل القرآن . وهو قول مجاهد{[31191]} .

والعرب تأتي ( بذلك ) للواحد والاثنين والجمع{[31192]} ، وهو هنا للاثنين . وقرأ يزيد ابن القعقاع : ( فلتفرحوا ) بالتاء . ورواها عن النبي{[31193]} صلى الله عليه وسلم{[31194]} ، وقرأ أبي بالتاء في الحرفين . وفي حرف أبي : ( فبذلك فافرحوا ){[31195]} .

وقيل : الفضل هنا الإسلام ، والرحمة : القرآن ، قاله ابن عباس ، وقتادة{[31196]} . وقال أبو سعيد الخدري{[31197]} الفضل : القرآن ، والرحمة ، أن جعلكم من أهله{[31198]} .

وروي عن ابن عباس أيضا : الفضل : القرآن ، والرحمة : الإسلام . وهو قول زيد ابن أسلم ، والضحاك{[31199]} .

{ خير مما يجمعون }{[31200]}[ 58 ] : أي : من الأموال . ومن قرأ ( فلتفرحوا ) بالتاء ، ويجمعون بالياء{[31201]} . فمعناه : فبذلك فافرحوا يا أيها المؤمنون . هو{[31202]} خير مما يجمع الكفار من الأموال .

ومن قرأهما بالتاء{[31203]} ، فعلى المخاطبة للمؤمنين .

ومن قرأهما بالياء{[31204]} ، فعلى الأمر للكفار : أي : فبالقرآن ، والإسلام فليفرح هؤلاء المشركون . { هو خير{[31205]} مما يجمعون } : من الأموال . { ما في السموات والأرض }[ 55 ] : وقف{[31206]} .

{ يوم القيامة }{[31207]} : وقف عند أحمد بن جعفر{[31208]} .


[31186]:وهو قول سفيان الثوري، انظر تفسيره 128، وغريب القرآن 197.
[31187]:ق: يفضل.
[31188]:في النسختين معا بالمؤمنين، ولعل الصواب ما أثبت.
[31189]:ساقط من ق.
[31190]:ساقط من ط.
[31191]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/107-108.
[31192]:ط: والجميع.
[31193]:ق: البي.
[31194]:وهي قراءة يعقوب في رواية رويس، وقد رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندة. وعزاها في معاني الفراء 1/469 إلى زيد بن ثابت. وانظر: إعراب النحاس 2/259، والمبسوط 234، ونسبها أيضا في شواذ القرآن 62 إلى الكسائي في رواية زكرياء بن ورداء، وانظر: المحرر 9//57، والجامع 8/226، والنشر 2/285.
[31195]:انظر هذه القراءة في: جامع البيان 15/109، وإعراب النحاس 2/259، والمحرر 9/58، والجامع 8/226.
[31196]:انظر هذين القولين في: جامع البيان 15/107، والمحرر 9/56.
[31197]:هو سعد بن مالك بن سنان، من علماء الصحابة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة وحدث عنه كبار التابعين من أمثال: ابن المسيب، والشعبي، وسواهما. توفي 74 هـ. انظر تذكرة الحفاظ 44 والخلاصة 1/371، والإصابة2/35.
[31198]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/106، والمحرر 9/56.
[31199]:انظر هذه الأقوال في: جامع البيان 15/108، والمحرر 9/56، والجامع 8/226.
[31200]:ق: تجمعون.
[31201]:وهي قراءة زيد عن يعقوب والحسن انظر جامع البيان 15/109، وعزاها أيضا في المبسوط 234 إلى ابن عباس، والجحدري، وقتادة، وانظر الجامع 8/256.
[31202]:ط: وهو.
[31203]:وهي قراءة يعقوب في رواية رويس من العشرة، ورواها أبي مرسلة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ بها عمر، والحسن، وابن سيرين، وزاد نسبتها في شواذ القرآن 62 إلى زيد بن ثابت، وأبي جعفر، وأبي النتاح. وانظر: جامع البيان 15/108، والمبسوط 234، والحجة 333، والجامع 8/226، والنشر 2/285.
[31204]:وهي قراءة جمهور القراء إلا ابن عامر من السبعة، ويزيد بن القعقاع من العشرة. انظر السبعة 327-328، والمبسوط 234، والحجة 334، والتيسير 220، والجامع 8/226، والنشر 2/285.
[31205]:ط: خير فهم.
[31206]:انظر هذا الوقف الكافي في: القطع 377، والمكتفى 309.
[31207]:ط: مطموس.
[31208]:انظر هذا الوقف التام لابن جعفر في: القطع 377.