والتنوين في { وَكُلاًّ } للتعويض عن المضاف إليه ، وهو منصوب بنقصّ ، والمعنى : وكل نبأ من أنباء الرسل مما يحتاج إليه نقصّ عليك : أي ، نخبرك به . وقال الأخفش : { كَلاَّ } حال مقدّمة كقولك : كلاً ضربت القوم ، والأنباء الأخبار { مَا نُثَبّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } أي : ما نجعل به فؤادك مثبتاً بزيادة يقينه بما قصصناه عليك ، ووفور طمأنينته ، لأن تكاثر الأدلة أثبت للقلب وأرسخ في النفس وأقوى للعلم ، وجملة : { مَا نُثَبّتُ } بدل من أنباء الرسل ، وهو بيان لكلا ، ويجوز أن يكون { مَا نُثَبّتُ } مفعولاً لنقصّ ، ويكون كلاً مفعولاً مطلقاً ، والتقدير : كل أسلوب من أساليب الاقتصاص نقصّ عليك ما نثبت به فؤادك { وَجَاءكَ فِي هذه الحق } أي : جاك في هذه السورة ، أو في هذه الأنباء البراهين القاطعة الدالة على صحة المبدأ والمعاد { وَمَوْعِظَةً } يتعظ بها الواقف عليها من المؤمنين { وذكرى } يتذكر بها من تفكر فيها منهم ، وخصّ المؤمنين لكونهم المتأهلين للاتعاظ والتذكر .
وقيل : المعنى : وجاءك في هذه الدنيا الحق ، وهو النبوّة ، وعلى التفسير الأوّل ، يكون تخصص هذه السورة بمجيء الحق فيها مع كونه قد جاء في غيرها من السور ، لقصد بيان اشتمالها على ذلك ، لا بيان كونه موجوداً فيها دون غيرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.