بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَكُلّٗا نَّقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَۚ وَجَآءَكَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَقُّ وَمَوۡعِظَةٞ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} (120)

قوله تعالى : { وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاء الرسل } يعني : ننزل عليك من أخبار الرسل { مَا نُثَبّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } يقول : ما نشدد به قلبك ، ونحفظه ، ونعلم أن الذي فعل بك ، قد فعل بالأنبياء قبلك ، { وَجَاءكَ فِى هذه الحق } قال قتادة : أي : في الدنيا . وقال ابن عباس يعني : في هذه السورة . وروى سعيد بن عامر ، عن عوف ، عن أبي رجاء ، قال : خطبنا ابن عباس على منبر البصرة ، فقرأ سورة هود وفسرها ، فلما أتى على هذه الآية : { وَجَاءكَ فِى هذه الحق } قال : في هذه السورة . وقال سعيد بن جبير ، وأبو العالية ، ومجاهد مثله . وهكذا قال مقاتل : عن الفراء . ثم قال : { وَمَوْعِظَةً } يعني : تأدبة لهذه الأمة ، { وذكرى } يعني : عظة وعبرة ، { لِلْمُؤْمِنِينَ } يعني : المصدقين بتوحيد الله تعالى .