الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَكُلّٗا نَّقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَۚ وَجَآءَكَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَقُّ وَمَوۡعِظَةٞ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} (120)

وقوله سبحانه : { وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرسل مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } ، و«كُلاًّ » مفعولٌ مقدَّم ب «نَقُصُّ » ، و«ما » بدلٌ من قوله : «وكُلاًّ » ، و { نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } أي : نؤنِّسك فيما تلْقَاه ، ونجعل لك الإِسْوَة .

{ وَجَاءَكَ فِي هذه الحق } قال الحسنُ : { هذه } إِشارة إِلى دار الدنيا ، وقال ابن عباس : { هذه } ، إِشارة إِلى السورة ، وهو قولُ الجمهور .

قال ( ع ) : ووجه تخصيص هذه السُّورة بوَصْفها بحقٍّ ، والقرآن كلُّه حق أنَّ ذلك يتضمَّن معنى الوعيد للكفَرَة ، والتنبيهِ للنَّاظر ، أي : جاءك في هذه السورة الحَقُّ الذي أصَابَ الأُمَم الماضيةَ ، وهذا كما يقالُ عند الشدائدِ : جَاءَ الحَقُّ ، وإِن كان الحَقُّ يأتي في غَيْر الشدائدِ ، ثم وصَف سبحانَه أنَّ ما تضمَّنته السورةُ هو موعظةٌ وذكْرَى للمؤمنينَ .