قوله عز وجل : { وجاءُوا على قميصه بدمٍ كذب } قال مجاهد : كان دم سخلة . وقال قتادة : كان دم ظبية .
قال الحسن : لما جاءُوا بقميص يوسف فلم ير يعقوب فيه شقاً قال : يا بني والله ما عهدت الذئب حليماً أيأكل ابني ويبقي على قميصه . ومعنى قوله : { بدم كذب } أي مكذوب فيه ، ولكن وصفه بالمصدر فصار تقديره بدم ذي كذب .
وقرأ الحسن : { بدم كذب } بالدال غير معجمة ، ومعناه{[1425]} بدم متغير ، قاله الشعبي .
وفي القميص ثلاث آيات{[1426]} : حين جاءُوا عليه بدم كذب ، وحين قُدَّ قميصه من دُبر ، وحين ألقي على وجه أبيه فارتد بصيراً .
{ قال بل سوَّلت لكم أنفسكم أمراً } فيه وجهان :
أحدهما : بل أمرتكم أنفسكم ، قاله ابن عباس .
الثاني : بل زينت لكم أنفسكم أمراً ، قاله قتادة .
وفي ردّ يعقوب عليهم وتكذيبه لهم ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه كان ذلك بوحي من الله تعالى إليه بعد فعلهم .
الثاني : أنه كان عنده علم بذلك قديم أطلعه الله عليه .
الثالث : أنه قال ذلك حدساً بصائب رأيه وصدق ظنه .
قال ترضية لنفسه : { فصبر جميل } فاحتمل ما أمر به نفسه من الصبر وجهين : أحدهما : الصبر على مقابلتهم على فعلهم فيكون هذا الصبر عفواً عن مؤاخذتهم .
الثاني : أنه أمر نفسه بالصبر على ما ابتُلي به من فقد يوسف .
وفي قوله : { فصبرٌ جميل } وجهان :
أحدهما : أنه بمعنى أن من الجميل أن أصبر .
الثاني : أنه أمر نفسه بصبر جميل .
وفي الصبر الجميل وجهان : أحدهما : أنه الصبر الذي لا جزع فيه ، قاله مجاهد .
الثاني : أنه الصبر الذي لا شكوى فيه .
روى حباب{[1427]} بن أبي حبلة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : { فصبر جميل } فقال : " صبر لا شكوى فيه ، ومن بث لم يصبر " .
{ والله المستعان على ما تصفون } فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : والله المستعان على الصبر الجميل .
الثاني : والله المستعان على احتمال ما تصفون .
الثالث : يعني على ما تكذبون ، قاله قتادة .
قال محمد بن إسحاق : ابتلى الله يعقوب في كبره ، ويوسف في صغره ، لينظر كيف عزمهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.