ولما وعد بعد أن توعد ، أتبعه ما يبين أن ذلك لا يخص شريفاً ولا وضيعاً ، وإنما هو دائر مع الوصف الذي رمز إليه فيما مضى بالعدل تارة ، وبالعهد أخرى ، وهو الإيمان ، فقال تعالى جواباً لمن كأنه قال : هذا خاص بأحد دون أحد ، مرغباً في عموم شرائع الإسلام : { من عمل صالحاً } ، ولما كانت عامة ، وكانت ربما خصت الذكور ، بين المراد من عمومها بقوله تعالى : { من ذكر أو أنثى } ، فعم ثم قيد ، مشيراً بالإفراد إلى قلة الراسخين بقوله تعالى : { وهو مؤمن } .
ولما كان الإنسان كلما علا في درج الإيمان ، كان جديراً بالبلاء والامتحان ، بين تعالى أن ذلك لا ينافي سعادته ، ولذلك أكد قوله : { فلنحيينه } ، دفعاً لما يتوهمه المستدرجون بما يعجل لهم طيباتهم في الحياة الدنيا ، { حياة طيبة } ، أي : في الدنيا بما نؤتيه من ثبات القدم ، وطهارة الشيم ، { ولنجزينهم } ، كلهم { أجرهم } في الدنيا والآخرة ، { بأحسن ما كانوا } ، أي : كوناً جبلياً . { يعملون * } ، قال العلماء رضي الله عنهم : المطيع في عيشه هنيئة ، إن كان موسراً فلا كلام فيه ، وإن كان معسراً فبالقناعة والرضى بحكم النفس المطمئنة ، والفاجر بالعكس ، إن كان معسراً فواضح ، وإن كان موسراً فحرصه لا يدعه يتهنأ ؛ فهو لا يزال في عيشة ضنك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.