الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (97)

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } ، اختلفوا فيها :

فقال سعيد بن جبير وعطاء والضحاك : هي الرزق الحلال ، وهو رواية ابن أبي مالك وأبي الربيع عن ابن عبّاس .

وقال الحسن وعلي وزيد ووهب بن منبّه : هي القناعة والرضا بما قسم الله ، وهذه رواية عكرمة عن ابن عبّاس .

وقال مقاتل بن حيان : يعني أحسن في الطاعة ، وهي رواية عبيد بن سليم عن الضحاك ، فقال : من يعمل صالحاً وهو مؤمن في فاقة أو ميسرة فحياة طيبة . ومن أعرض عن ذكر الله ، فلم يؤمن ولم يعمل عملاً صالحاً ، فمعيشة ضنك لا خير فيها .

أبو بكر الوراق : هي حلاوة الطاعة .

الوالبي عن ابن عبّاس : هي السعادة ، مجاهد وقتادة وابن زيد : هي الجنة ، ومثله روي عن الحسن وقال : لا تطيب الحياة لأحد إلاّ في الجنة .

{ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } .

قال أبو صالح : جلس ناس من أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الأوثان ، فقال هؤلاء : نحن أفضل ، وقال هؤلاء : نحن أفضل ، فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ } .