النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا} (81)

قوله عز وجل : { وقُلْ جاء الحق وزهق الباطل } فيه ثلاثة تأويلات :أحدها : أن الحق هو القرآن ، والباطل هو الشيطان ، قاله قتادة . الثاني : أن الحق عبادة الله تعالى والباطل عبادة الأصنام ، قاله مقاتل بن سليمان . الثالث : أن الحق الجهاد ، والباطل الشرك ، قاله ابن جريج .

{ إن الباطل كان زهوقاً } أي ذاهباً هالكاً ، قال الشاعر :

ولقدْ شفَى نفسي وأبْرأ سُقْمَهَا ***    إِقدامُهُ قهْراً له لَمْ يَزْهَق

وحكى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل الكعبة ورأى فيها التصاوير أمر بثوب فبُل بالماء وجعل يضرب به تلك التصاوير ويمحوها ويقول : { جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً }