النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِي مُدۡخَلَ صِدۡقٖ وَأَخۡرِجۡنِي مُخۡرَجَ صِدۡقٖ وَٱجۡعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلۡطَٰنٗا نَّصِيرٗا} (80)

قوله عز وجل : { وقل ربِّ أدخلني مدخل صدقٍ وأخرجني مُخرج صدق } فيه سبعة أقاويل :أحدها : أن مدخل الصدق دخوله إلى المدينة حين هاجر إليها ، ومخرج صدق بخروجه من مكة حين هاجر منها ، قاله قتادة وابن زيد . الثاني : أدخلني مدخل صدق إلى الجنة وأخرجني مخرج صدق من مكة إلى المدينة ، قاله الحسن . الثالث : أدخلني مدخل صدق فيما أرسلتني به من النبوة ، وأخرجني منه بتبليغ الرسالة مخرج صدق ، وهذا قول مجاهد . الرابع : أدخلني في الإسلام مدخل صدق ، وأخرجني من الدنيا مخرج صدق ، قاله أبو صالح . الخامس : أدخلني مكة مدخل صدق وأخرجني منها مخرج صدق آمناً ، قاله الضحاك . السادس : أدخلني في قبري مدخل صدق ، وأخرجني منه مخرج صدق ، قاله ابن عباس . السابع : أدخلني فيما أمرتني به من طاعتك مدخل صدق ، وأخرجني مما نهيتني عنه من معاصيك مخرج صدق ، قاله بعض المتأخرين . والصدق ها هنا عبارة عن الصلاح وحسن العاقبة .

{ واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً } فيه ثلاثة تأويلات :أحدها : يعني مُلكاً عزيزاً أقهر به العصاة ، قاله قتادة . الثاني : حجة بيّنة ، قاله مجاهد . الثالث : أن السلطة على الكافرين بالسيف ، وعلى المنافقين بإقامة الحدود قاله الحسن . ويحتمل رابعاً : أن يجمع له بين القلوب باللين وبين قهر الأبدان بالسيف .