إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا} (81)

{ وَقُلْ جَاء الحق } أي الإسلامُ والوحيُ الثابتُ الراسخ { وَزَهَقَ الباطل } أي ذهب وهلك الشركُ والكفرُ وتسويلاتُ الشيطان ، من زهَق روحُه إذا خرج { إِنَّ الباطل } كائناً ما كان { كَانَ زَهُوقًا } أي شأنُه أن يكون مضمحلاً غيرَ ثابتٍ وهو عِدةٌ كريمةٌ بإجابة الدعاءِ بالسلطان النصيرِ الذي لُقِّنه . عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه عليه السلام دخل مكةَ يوم الفتح وحول البيت ثلاثُمائةٍ وستون صنماً فجعل ينكُت بمِخْصَرة كانت بيده في أعينها واحداً واحداً ويقول : جاء الحقُ وزهق الباطلُ فينكبّ لوجهه حتى أَلقْى جميعَها ، وبقيَ صنمُ خُزاعةَ فوق الكعبة وكان من صُفْر فقال : « يا عليُّ ارمِ به » فصعِد فرمى به فكسره .