النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ كَانَ يَـُٔوسٗا} (83)

قوله عز وجل : { وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه } يحتمل وجهين :أحدهما : إذا أنعمنا عليه بالصحة والغنى أعرض ونأى وبعد من الخير . الثاني : إذا أنعمنا عليه بالهداية أعرض عن السماع وبعُد من القبول وفي قوله : { ونأى بجانبه } وجهان :أحدهما : أعجب بنفسه ، لأن المعجب نافر من الناس متباعد عنهم . الثاني : تباعد من ربه .

{ وإذا مَسّهُ الشر كان يئوساً } يحتمل إياسه من الفرج إذا مسه الشر وجهين :أحدهما : بجحوده وتكذيبه . الثاني : بعلمه بمعصيته أنه معاقب على ذنبه .

وفي { الشر } ها هنا ثلاثة تأويلات :أحدها : أنه الفقر ، قاله قتادة . الثاني : أنه السقم ، قاله الكلبي . الثالث : السيف ، وهو محتمل .