الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا} (81)

{ وَقُلْ جَآءَ الْحَقُّ } يعني أتى { وَزَهَقَ الْبَاطِلُ } أي ذهب الشيطان وهلكه ، قاله قتادة .

وقال السدي : الحقّ الاسلام ، والباطل الشرك . وقيل : الحق دين الرحمن والباطل الأوثان .

وقال ابن جريح : الحق الجهاد والقتال .

{ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } ذاهباً .

يقال : زهقت نفسه إذا خرجت وزهق السهم إذا جاوز الفرض فإستمر على جهته .

قال ابن مسعود وابن عبّاس : لما إفتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وجد حول البيت ثلثمائة وستين صنماً ، صنم كل قوم بحيالهم ومعه مخصرة فجعل يأتي الصنم فيطعن في عينه أو في بطنه ثمّ يقول { جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } بجعل الصنم ينكب لوجهه وجعل أهل مكة يتعجبون ، ويقولون فيما بينهم ما رأينا رجلاً أسحر من محمّد .