النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ بَل لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ} (116)

قوله تعالى : { وَقَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً } فيه قولان :

أحدهما : أنهم النصارى في قولهم : المسيح ابن الله .

والثاني : أنهم مشركو العرب في قولهم : الملائكة بنات الله .

{ سُبْحَانَهُ ، بَل لَّهُ مَا في السَّمَواتِ والأَرْضِ } قوله : { سُبْحَانَهُ } تنزيهاً له من قولهم { اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً } .

قوله : { لَهُ مَا في السَّمَواتِ والأَرْضِ } أي خالق ما في السموات والأرض .

{ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أي مطيعون ، وهذا قول قتادة ، والسدي ومجاهد .

والثاني : أي مقرون له بالعبودية ، وهو قول عكرمة .

والثالث : أي قائمون ، يعني يوم القيامة ، وهذا قول الربيع ، والقانت في اللغة القائم ، ومنه القنوت في الصلاة ، لأنه الدعاء في القيام .