قوله تعالى : { وَإِذَا خَلَوْا إِلى شَيَاطِينِهِمْ } في شياطينهم قولان :
أحدهما : أنهم اليهود ، الذين يأمرونهم بالتكذيب ، وهو قول ابن عباس .
والثاني : رؤوسهم في الكفر ، وهذا قول ابن مسعود .
وفي قوله : { إلى شَيَاطِينِهِمْ } ثلاثة أوجه :
أحدها : معناه مع شياطينهم ، فجعل " إلى " موضع " مع " ، كما قال تعالى :
{ مَنْ أَنْصَارِي إلى اللهِ }{[37]} أي مع الله .
والثاني : وهو قول بعض البصريين : أنه يقال خلوت إلى فلان ، إذا جعلته غايتك في حاجتك ، وخلوت به يحتمل معنيين :
والآخر : السخرية والاستهزاء منه فعلى هذا يكون قوله : { وَإِذَا خَلَوْا إلى شَيَاطِينِهِمْ } أفصح ، وهو على حقيقته مستعمل .
والثالث : وهو قول بعض الكوفيين : أن معناه إذا انصرفوا إلى شياطينهم فيكون قوله : { إلى } مستعملاً في موضع لا يصح الكلام إلا به .
فأما الشيطان ففي اشتقاقه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه فيعال من شطن ، أي بَعُدَ ، ومنه قولهم : نوى شطون{[38]} أي بعيدة ، وشَطَنَتْ دارُه ، أي بعدت ، فسمي شيطاناً ، إما لبعده عن الخير ، وإما لبعد مذهبه في الشر ، فعلى هذا النون أصلية .
والقول الثاني : أنه مشتق من شاط يشيط ، أي هلك يهلك كما قال الشاعر :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أَرْمَاحِنَا البَطَلُ{[39]}
أي يهلك ، فعلى هذا تكون النون فيه زائدة .
والقول الفاصل : أنه فعلان من الشيط وهو الاحتراق ، كأنه سُمِّي بما يؤول إليه حاله .
{ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ } أي على ما أنتم عليه من التكذيب والعداوة ، { إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ } أي ساخرون بما نظهره من التصديق والموافقة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.