النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (9)

{[32]}قوله تعالى : { يُخَادِعُونَ اللهَ والَّذينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ } يعني المنافقين يخادعون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، بأن يُظهروا من الإيمان خلاف ما يبطنون من الكفر ، لأن أصل الخديعة{[33]} الإخفاء ، ومنه مخدع البيت ، الذي يخفى فيه ، وجعل الله خداعهم لرسوله خداعاً له ، لأنه دعاهم برسالته .

{ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ } في رجوع وباله عليهم .

{ وَمَا يَشْعُرُون } يعني وما يفطنون ، ومنه سُمِّي الشاعر ، لأنه يفطن لما لا يفطن له غيره ، ومنه قولهم ليت شعري .


[32]:- الآية 8 لم يفسرها الماوردي لاقتصاره على ما لم يظهر معناه من فحواه.. ولذلك أمثال كثيرة.
[33]:- حكاه ابن فارس وغيره. وتقول العرب: انخدع الضب في جحر إذا اختفى فيه.