النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (6)

قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَروا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ } وأصل الكفر عند العرب التغطية ، ومنه قوله تعالى : { أَعْجَبَ الكُفَّار{[28]} نَبَاتُهُ } يعني الزُّرَّاع لتغطيتهم البذر في الأرض ، قال لبيد :

في لَيْلَةٍ كَفرَ النُّجُومَ غَمَامُهَا *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أي غطَّاها ، فسمي به الكافر بالله تعالى لتغطيته نعم الله بجحوده .

وأما الشرك فهو في حكم الكفر ، وأصله في الإشراك في العبادة .

واختلف فِيمَنْ أُرِيدَ بذلك ، على ثلاثة أوجه :

أحدها : أنهم اليهود الذين حول المدينة ، وبه قال ابن عباس ، وكان يسميهم بأعيانهم .

والثاني : أنهم مشركو أهل الكتاب كلهم ، وهو اختيار الطبري .

والثالث : أنها نزلت في قادة الأحزاب ، وبه قال الربيع بن أنس .


[28]:- الآية 20 من سورة الحديد.