قوله عز وجل : { وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ{[114]} } فيه تأويلان : أحدهما : وإذ فصلنا بكم البحر ، لأن الفرْقَ : الفصل بين الشيئين ، فَفَرَقَ البحر اثني عشر طريقاً ، وكان عددهم ستمائة ألفٍ وعشرين ألفاً ، لا يُعَدُّ فيهم ابن عشرين لصغره ولا ابن ستين لكبره ، وكان على مقدمة فرعونَ هامانُ في ألْفِ ألْفٍ ، وسبعمائة ألف حصانٍ ، وذلك قوله :
{ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ في الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ . إِنَّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ{[115]} }{[116]} وهذا قول السدي .
والثاني : أن معناه : وإذ فرقنا بينكم وبين البحر ، أي ميزنا ، فأصل الفرق التمييز بين الشيئين ، والفِرْقَةُ من الناس : الطائفة المتميزة من غيرهم .
والبحر سُمِّيَ بحراً لسعته وانبساطه ، ومنه قولهم : تبحَّر في العلم ، إذا اتَّسع فيه ، والبَحِيرَةُ : الناقةُ تُشَقُّ أُذُنُها شَقّاً واسعاً .
قوله تعالى : { فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ } فحذف ذِكْرَ فرْعَوْنَ وإن غَرِقَ معهم ، لأنه قد عُلِمَ دخوله فيهم .
قوله تعالى : { وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ } يعني إلى فَرْقِ البحر ، حتى سلكوا فيه ، وانطباقه على آل فرعون ، حتى غرقوا فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.