قوله عز وجل : { قَالَ : إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرةٌ لاَّ ذَلُولٌ } يعني لم يذللها العمل .
{ تُثِيرُ الأَرْضَ } والإثارة تفريق الشيء ، أي ليست مما يثير الأرض للزرع ، ولا يسقى عليها الزرع . [ وقيل يثير فعل مستأنف والمعنى إيجاب الحرث لها وأنها كانت تحرث ولا تسقى ] . وليس هذا الوجه بشيء ، بل نفى عنها جميع ذلك{[148]} .
{ مُسَلَّمَةٌ لاَ شِيَةَ فِيها } وفي ذلك أربعة تأويلات{[149]} :
أحدها : مُسَلَّمَةٌ من العيوب ، وهذا قول قتادة ، وأبي العالية .
والثاني : مُسَلَّمَةٌ من العمل .
والثالث : مُسَلَّمَةٌ من غصب وسرقة ، فتكون حلالاً .
والرابع : مُسَلَّمَةٌ من . . . . . . {[150]} وفي { شِيَةَ } ثلاثة أوجه :
أحدها : ليس فيها علامة خاصة ، حكاه السدي .
والثاني : أنه ليس فيها لون ، يخالف لونها من سواد أو بياض .
والثالث : أنه الوضَح وهو الجمع بين ألوان من سواد وبياض .
وأصله من وشي الثوب ، وهو تحسين عيوبه بألوان مختلفة ، ومنه قيل للساعي بالرجل عند السلطان واشٍ ، لأنه يحسّن كذبه عنده ، حتى يقبله منه .
{ قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ } فيه تأويلان :
أحدهما : الآن بَيّنْت الحق ، وهو قول قتادة .
والثاني : معناه أنه حين بيّنها لهم ، قالوا هذه بقرة فلان ، الآن جئت بالحق فيها ، وهذا قول عبد الرحمن بن زيد .
وفي قوله تعالى : { فَذَبَحُوها وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ } تأويلان :
أحدهما : أنهم كادوا ألاّ يفعلوا لغلاء ثمنها ، لأنهم اشتروها على ما حَكَى ابن عباس ، ومحمد بن كعب : بملء مَسْكها ذهباً من مال المقتول . وقيل بوزنها عشر مرات .
والثاني : أنهم كادوا ألاّ يفعلوا خوفاً من الفضيحة على أنفسهم في معرفة القاتل ، وهذا قول وهب ، وقال عكرمة : ما كان ثمنها إلا ثلاثة دنانير . وقيل : كانت البقرة وحشية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.