النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{بَلَىٰٓۚ إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَٰذَا يُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} (125)

{ بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيِأْتُوكُم مِّن فَورِهِم هَذَا } فيه تأويلان :

أحدهما : يعني من وجههم هذا ، وهو قول ابن عباس والحسن وقتادة .

والثاني : من غضبهم هذا ، وهو قول مجاهد والضحاك وأبي صالح ، وأصل الفور فور القدر ، وهو غليانها عند شدة الحمى ، ومنه فَوْرُ الغضب لأنه كَفَوْرِ القِدْر .

{ يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسِةِ ءالآفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ } قرأ بكسر الواو ابن كثير ، وعاصم ، وأبو عمرو ، ومعناها : أنهم سوّموا خيلهم بعلامة ، وقرأ الباقون بفتح الواو ، ومعناها : أنها سائمة وهي المرسلة في المرعى .

واختلفوا في التسويم على قولين :

أحدهما : أنه كان بالصوف في نواصي الخيل وآذانها ، وهو قول ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك .

والثاني : أن الملائكة نزلت يوم بدر على خيل بلق وعليهم عمائم صفر ، وهو قول هشام بن عروة .

واختلفوا في عددهم فقال الحسن : كانواْ خمسة آلاف ، وقال غيره كانواْ ثمانية آلاف .

قال ابن عباس لم يقاتل الملائكة إلا يوم بدر .