قوله : " بلى " حرفُ جواب وهو إيجاب للنفي في قوله تعالى : { أَلَنْ يَكْفِيكُمْ } وقد تقدم الكلام عليه مشبعاً . وجواب الشرط قوله : " يُمْدِدْكُم " .
والفَوْر : العجَلةُ والسرعة ومنه : " فارَت القِدْر " اشتدَّ غَلَيانها وسارع ما فيها إلى الخروج ، يقال : فارَ يفُور فَوْراً ، ويُعَبَّر به عن الغضب والحِدَّة ؛ لأنَّ الغَضْبانَ يسارع إلى البطش بمَنْ يغضب عليه ، فالفور في الأصل مصدرٌ ثم يُعَبَّر به عن الحالة التي لا رَيْثَ فيها ولا تعريج عن شيء سواها .
قوله تعالى : { مُسَوِّمِينَ } : كقوله : مُنْزَلين " . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم بكسر الواو على اسم الفاعل ، والباقون بفتحها على اسم المفعول . فأما القراءة الأولى فتحتمل أن تكون من السَّوْم وهو تَرْكُ الماشية ترعى ، والمعنى أنهم سَوَّموا خيلَهم أي : أعطَوها سَوْمَها من الجري والجوَلان وتركوها كذلك كما يَفْعل مَنْ يَسِيمُ ماشِيتَه في المَرْعى ، ويحتمل أن يكون من السَّوْمَة وهي العلامة ، على معنى أنهم سَوَّموا أنفسهم أو خيلهم ، ففي التفسير أنهم كانوا بعمائَم بيضٍ إلا جبريلَ فبعمامةٍ صفراء ، وروُي أنه كانوا على خيل بُلْق . ورجَّح ابن جرير هذه القراءة بما وَرَد في الحديث عنه عليه السلام يوم بدر " تَسوَّموا فإنَّ الملائكة قد سَوَّمَتْ " .
وأما القراءة الثانية فواضحةٌ بالمعنيين المذكورين فمعنى السَّوْم فيها : أنَّ الله أرسلهم ، إذ الملائكة كانوا مُرْسَلين مِنْ عندِ الله لنصرةِ نبيِّه والمؤمنين . حكى أبو زيد : سَوَّم الرجل خيلَه : أي أرسلها ، وحكى بعضهم : " سَوَّمْتُ غُلامي " أي : أرسلْتُه ، ولهذا قال أبو الحسن الأخفش : " معنى مُسَوَّمين : مُرْسَلين " . ومعنى السَّومةِ فيها أنَّ الله تعالى سَوَّمَهم أي : جَعَل عليهم علامَةً وهي العمائم ، أو الملائكةُ جَعَلوا خيلَهم نوعاً خاصاً وهي البُلْق ، فقد سَوَّموا خيلَهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.