جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{بَلَىٰٓۚ إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَٰذَا يُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} (125)

{ بلى } : إيجاب لما بعد لن ، أي : بلى يكفيكم ، ثم وعد لهم الزيادة بشرط الصبر والتقوى فقال : { إن تصبِروا } : على العدو ، { وتتقوا } : مخالفتي ، { ويأتوكم من فورهم هذا } : من غضبهم فإنهم رجعوا لحرب يوم أحد من غضبهم ليوم بدر ، أو من ساعتهم ، والمعنى إن يأتوكم في الحال ، { يُمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة } في حال إتيانهم لا يتأخر نزولهم عن إتيانهم ، { مسوّمين{[814]} } : معلمين بسيما الصوف الأبيض أو بالعهن الأحمر في نواصي خيولهم أو بالعمائم البيض ، أو السود أو الصفر{[815]} أو بسيما القتال أنزل الله الملائكة يوم بدر ألفا كما قال : ( فاستجاب لكم أني مُمدّكم بألف ) ( الأنفال : 9 ) ، ثم صاروا ثلاثة آلاف ، ثم{[816]} خمسة آلاف .


[814]:مسومين من السومة، وهي العلامة وفي تعيينها خلاف والله أعلم بالصحيح من ذلك/12 وجيز.
[815]:الأول قول علي بن أبي طالب رواه بن أبي حاتم، الثاني لأبي هريرة، الثالث لابن عباس، والرابع رواه ابن مردويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ذكره الهيثمي في (المجمع) (6/327) وقال: (رواه الطبراني وفيه عبد القدوس بن حبيب وهو متروك)]، والخامس رواه ابن مردويه عن الزبير [أخرجه أبو نعيم وابن عساكر عن عباد بن عبد الله بن الزبير بلاغا كما في الدر المنثور (2/125)]، السادس لعكرمة وقتادة/12 منه.
[816]:فلا منافاة كما صرح بذلك قتادة وغيره، وقوله هاهنا مردفين مشعر بذلك إذ معناه يردفهم غيرهم، ويتبعهم آخرين/12.