بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{بَلَىٰٓۚ إِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأۡتُوكُم مِّن فَوۡرِهِمۡ هَٰذَا يُمۡدِدۡكُمۡ رَبُّكُم بِخَمۡسَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} (125)

يقول الله تعالى : { بَلَى إِن تَصْبِرُواْ } مع نبيّكم ، { وَتَتَّقُواْ } معصيته بالهزيمة { وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ هذا } يعني العدو ، يأتوكم من وجوههم { يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مّنَ الملائكة مُسَوّمِينَ } يعني مُعلمين بالصوف الأبيض في نواصي الخيل ، وفي أذنابها عليهم البياض ، قد أَرْخَوْا أطراف العمائم بين أكتافهم ؛ فأنزل الله تعالى عليهم يوم بدر ثلاثة آلاف ، ووعد لهم يوم أُحد خمسة آلاف . ولكنهم لما عصوا وتركوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعوا عنهم ، ولو أنهم صبروا لنزلت عليهم .

قرأ عاصم ، وابن كثير ، وأبو عمرو : { مُسَوّمِينَ } بكسر الواو ؛ والباقون بالنصب ومعناهم قريب . وهو : إرخاء أطراف العمائم بين الأكتاف ؛ وهذا كما روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم بدر : « تَسَوّمُوا فَإِنَّ المَلاَئِكَةَ قَدْ تَسَوَّمَتْ » .