النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (200)

قوله تعالى : { يَاَ أيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا } فيه أربعة تأويلات : -

أحدها : اصبروا على طاعة الله ، وصابروا أعداء الله ، ورابطوا في سبيل الله ، وهو قول الحسن ، وقتادة ، وابن جريج ، والضحاك .

والثاني : اصبروا على دينكم ، وصابروا الوعد الذي وعدكم ، ورابطوا عدوي وعدوكم ، وهو قول محمد بن كعب .

والثالث : اصبروا على الجهاد ، وصابروا العدو ، ورابطوا بملازمة الثغر ، وهو مأخوذ من ربط النفس ، ومنه قولهم ربط الله على قلبه بالصبر ، وهو معنى قول زيد بن أسلم .

والرابع : رابطوا على الصلوات بانتظارها واحدة بعد واحدة : روى العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَلاَ أَدُلَّكُم عَلَى مَا يَحِطُّ بِه اللهُ الخَطَايَا ويَرْفُعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ قَالُواْ بَلَى يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : إِسْبَاغِ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ ، وَكَثْرةُ الخُطَا إلىَ المَسَاجِدِ وَانتِظار الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاةِ ، فَذلِكُمُ الرباط " {[590]} .


[590]:- مسلم 1/ 219.