بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (200)

{ يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ اصبروا } أي اصبروا على البلاء والجهاد وأداء الفرائض ، وعن المعاصي { وَصَابِرُواْ } مع نبيكم صلى الله عليه وسلم على عدوكم حتى يدعوا دينهم إلى دينكم ، يعني يتركوا الشرك ويدخلوا في الإيمان { وَرَابِطُواْ } مع عدوكم ما أقاموا ، وهذا قول الكلبي . وقال عكرمة : { اصبروا } على البلاء وعلى طاعة الله ، { وصابروا } أهل الضلالة ، { ورابطوا } الخيول . وقال الزجاج : { اصبروا } على دينكم { وصابروا } على عدوكم ، { ورابطوا } أي أقيموا على جهادكم بالحرب { واتقوا الله } في جميع ما أمركم ونهاكم . وقال القتبي : أصل المرابطة أن يربطوا خيولهم في الثغر { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } يقول : تفوزون وتأمنون النار وتنجون منها . ويقال : أصل الفلاح البقاء بالنعمة ، ويقال : الفلاح أن يبلغ الإنسان نهاية ما يؤمل ، والله سبحانه وتعالى أعلم . وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين آمين .