السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (200)

{ يا أيها الذين آمنوا اصبروا } على مشاق الطاعة وما يصيبكم من الشدائد وعن المعاصي { وصابروا } أي : غالبوا أعداء الله في الصبر على شدائد الحرب فلا يكونوا أشد صبراً منكم { ورابطوا } أي : أقيموا في الثغور رابطين خيلكم فيها مترصدين للغزو قال الله تعالى : { ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم } ( الأنفال ، 60 ) .

وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من رابط يوماً وليلة في سبيل الله كان كعدل صيام شهر وقيامه لا يفطر ولا ينفتل عن صلاته إلا لحاجة ) .

وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من الرباط انتظار الصلاة بعد الصلاة ) { واتقوا الله } في جميع أحوالكم { لعلكم تفلحون } أي : تفوزون بالجنة وتنجون من النار وقال بعض العلماء : اصبروا على البأساء والضراء ورابطوا في دار الأعداء واتقوا له الأرض والسماء لعلكم تفلحون في دار البقاء .

ختام السورة:

روى الطبريّ لكن بإسناد ضعيف : ( من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تحجب الشمس ) أي : تغيب وما رواه البيضاويّ تبعاً للزمخشري وتبعهما ابن عاد من أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أماناً على جسر جهنم ) فهو من الأحاديث الموضوعة على أبي بن كعب في فضائل السور فليتنبه لذلك ويحذر منه ، وقد نبه أئمة الحديث قديماً وحديثاً على ذلك وعابوا على من أورده من المفسرين في تفاسيرهم والله تعالى أعلم .