الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (200)

قوله : ( يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا الآية [ 200 ] .

( اصْبِرُوا ) على دينكم ( وَصَابِرُوا( {[11478]} ) ) عدوكم ( وَرَابِطُوا ) في سبيل الله .

وقيل( {[11479]} ) : المعنى وصابروا وعدي إياكم على طاعتكم لي ، ورابطوا على أعدائكم حتى يرجعوا إلى دينكم ، ويتركوا دينهم .

وقيل المعنى : ورابطوا على الصلات : أي : انتظروها واحدة بعد واحدة ، قاله أبو سلمة بن عبد الرحمن( {[11480]} ) ، قال : لم يكن في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو يرابط فيه ، قال : ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة .


[11478]:- (أ) صابروا على عدوكم.
[11479]:- عزاه الطبري إلى محمد بن كعب القرطبي في جامع البيان 4/221.
[11480]:- أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف توفي 94 هـ قيل اسمه عبد الله أو إسماعيل وقيل اسمه كنيته، وهو من التابعين. روى عن خلق من الصحابة، كان ثقة فقيهاً كثير الحديث، انظر: تاريخ الثقات 499، والتهذيب 2/115، وطبقات الحفاظ 30.