قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } أما{[2180]} بدء خلقه فبعلوقه في الرحم قبل ولادته ، وأما إعادته فإحياؤه بعد الموت بالنفخة الثانية للبعث فجعل ما علم من ابتداء خلقه دليلاً على ما خفي من إعادته استدلالاً بالشاهد على الغائب .
ثم أكد ذلك بقوله : { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن إعادة الخلق أهون على الله من ابتداء الخلق على ما قد استقر في عقول الخلق أن إعادة الشيء أهون من ابتدائه وإن كان جميعه على الله هينا ، قاله عكرمة والضحاك .
الثاني : إن إعادة الخلق أهون من ابتداء إنشائهم لأنهم ينقلون في الابتداء نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظماً ثم يعود رضيعاً ثم فطيماً ، وهو في الإعادة يصاح به .
فيقوم سوياً وهذا مروي عن ابن عباس .
الثالث : معناه وهو هين عليه فجعل { أهْونُ } مكان { هَيِّنٌ } كقول الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا *** بيتاً دعائمه أعز وأطول
وفي تأويل { أَهْوَنُ } وجهان :
أحدهما : أيسر ، قاله ابن عباس .
الثاني : أسهل ، وأنشد ابن شجرة قول الشاعر :
وهان على أسماءَ أن شطت النوى *** يحن إليها والهٌ ويتوق
أي هي أسهل عليها . وقال الربيع بن هيثم في قوله تعالى : { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } قال : ما شيء على الله بعزيز .
{ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى } أي الصفة العليا . وفيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن ليس كمثله شيء ، قاله ابن عباس .
الثاني : هو شهادة أن لا إله إلا الله ، قاله قتادة .
الثالث : أنه يحيي ويميت ، قاله الضحاك .
ويحتمل رابعاً : -هو أعم- أنه جميع ما يختص به من الصفات التي لا يشاركه المخلوق فيها .
{ فِي السَّموَاتِ وَالأَرْضِ } أي لا إله فيها غيره .
{ وَهُوَ الْعَزِيزُ } فيه وجهان :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.