النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأۡتِ مِنكُنَّ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖ يُضَٰعَفۡ لَهَا ٱلۡعَذَابُ ضِعۡفَيۡنِۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (30)

قوله عز وجل : { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشةٍ مُّبَيِّنَةٍ } فيها قولان :

أحدهما : الزنى ، قاله السدي .

الثاني : النشوز وسوء الخلق ، قاله ابن عباس .

{ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } فيه قولان :

أحدهما : أنه عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ؛ قاله قتادة .

الثاني : أنهما عذابان في الدنيا لعظم جرمهن بأذية رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال مقاتل : حدّان في الدنيا غير السرقة .

وقال أبو عبيدة والأخفش : الضعفان أن يجعل الواحد ثلاثة ، فيكون عليهن ثلاثة حدود لأن ضعف الواحد اثنان فكان ضِعْفا الواحد ثلاثة .

وقال ابن قتيبة : المراد بالضعف المثل فصار المراد بالضعفين المثلين .

وقال آخر : إذا كان ضعف الشيء مثليه وجب بأن يكون ضعفاه أربعة أمثاله .

قال سعيد بن جبير : فجعل عذابهن ضعفين ، وجعل على من قذفهن الحد ضعفين .

{ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً } أي هيناً .