بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأۡتِ مِنكُنَّ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖ يُضَٰعَفۡ لَهَا ٱلۡعَذَابُ ضِعۡفَيۡنِۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (30)

ثم قال عز وجل : { يا نساء النبي مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بفاحشة مُّبَيّنَةٍ } يعني الزنى { يُضَاعَفْ لَهَا العذاب ضِعْفَيْنِ } يعني : تعاقب مثلي ما يعاقب غيرها . ويقال : الجلد والرجم ، وهذا قول الكلبي . ويقال : { مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بفاحشة مُّبَيّنَةٍ } يعني : بمعصية ، { يضاعف لها العذاب ضعفين } . لأن كرامتهن كانت أكثر . فجعل العقوبة عليهن أشد . وهذا كما روي عن سفيان بن عيينة أنه قال : " يغفر للجاهل سبعون ما لا يغفر للعالم واحد " .

ثم قال : { وَكَانَ ذلك عَلَى الله يَسِيراً } يعني : هيّناً . قرأ ابن كثير وعاصم في إحدى الروايتين { مُّبَيّنَةٍ } بنصب الياء ، وقرأ الباقون : بالكسر . وقرأ ابن كثير وابن عامر : { نُضَعِّفْ } بالنون وتشديد العين ، { لها العذابَ } بنصب الباء ، ومعناه : لها العذاب . وقرأ أبو عمرو : { يضعَّف } بالياء والتشديد وضم الباء في { العذاب } على معنى فعل ما لم يسم فاعله . وقرأ الباقون : { يضاعف } وهما لغتان . والعرب تقول : ضعفت الشيء وضاعفته .