المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأۡتِ مِنكُنَّ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖ يُضَٰعَفۡ لَهَا ٱلۡعَذَابُ ضِعۡفَيۡنِۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (30)

قال أبو رافع كان عمر كثيراً ما يقرأ سورة يوسف وسورة الأحزاب في الصبح ، فكان إذا بلغ { يا نساء النبي } رفع بها صوته ، فقيل له فقال أذكرهن العهد . وقرأ الجمهور «من يأت » بالياء وكذلك «من يقنت » حملاً على لفظ { من } ، وقرأ عمرو بن فائد ، والجحدري ويعقوب «من تأت » و «من تقنت » بالتاء من فوق حملاً على المعنى ، وقال قوم : «الفاحشة » إذا وردت معرفة فهي الزنا واللواط ، وإذا وردت منكرة فهي سائر المعاصي كل مستفحش ، وإذا وردت موصوفة بالبيان فهي عقوق الزوج وفساد عشرته ، ولذلك يصفها بالبيان إذ لا يمكن سترها ، والزنا وغيره هو مما يتستر به ولا يكون مبيناً ، ولا محالة أن الوعيد واقع على ما خفي منه وما ظهر . وقالت فرقة بل قوله { بفاحشة مبينة } تعم جميع المعاصي ، وكذلك الفاحشة كيف وردت .