مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأۡتِ مِنكُنَّ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖ يُضَٰعَفۡ لَهَا ٱلۡعَذَابُ ضِعۡفَيۡنِۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (30)

يانساء النبى مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بفاحشة } سيئة بليغة في القبح { مُّبَيّنَةٍ } ظاهر فحشها . من بيّن بمعنى تبين وبفتح الياء : مكي وأبو بكر . قيل : هي عصيانهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشوزهن . وقيل : الزنا والله عاصم رسوله من ذلك { يُضَاعَفْ لَهَا العذاب } { يضاعف لَهَا العذاب } مكي وشامي { يضاعف } أبو عمرو ويزيد ويعقوب { ضِعْفَيْنِ } ضعفي عذاب غيرهن من النساء لأن ما قبح من سائر النساء كان أقبح منهن ، فزيادة قبح المعصية تتبع زيادة الفضل وليس لأحد من النساء مثل فضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولذا كان الذم للعاصي العالم أشد من العاصي الجاهل ، لأن المعصية من العالم أقبح ولذا فضل حد الأحرار على العبيد ولا يرجم الكافر { وَكَانَ ذلك } أي تضعيف العذاب عليهن { عَلَى الله يَسِيراً } هيناً .