النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَقَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (52)

قوله عز وجل : { وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : يعني بالله ، قاله مجاهد .

الثاني : بالبعث ، قاله الحسن .

الثالث : بالرسل ، قاله قتادة .

{ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ } وفي التناوش ثلاثة أقاويل :

أحدها : هو الرجعة ، قاله ابن عباس ومنه قول الشاعر :

تمنى أن تؤوب إليّ ميٌّ *** وليس إلى تناوشها سبيل

الثاني : هو التوبة ، قاله السدي .

الثالث : هو التناول من قولهم نشته أنوشه نوشاً إذا تناوله من قريب ، وقد تناوش القوم إذا دنا بعضهم من بعض ولم يلتحم القتال بينهم قال الشاعر :

فهي تنوش الحوض نوشاً من علا *** نوشاً به تقطع أجواز{[2272]} الفلا

{ مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : من الآخرة إلى الدنيا ، قاله مجاهد .

الثاني : ما بين الآخرة والدنيا ، رواه القاسم بن نافع .

الثالث : هو طلبهم الأمر من حيث لا ينال ، قاله الحسن .

ويحتمل قولاً رابعاً : بعيد عليهم لاستحالته عندهم .


[2272]:البيت لقيلان بن حريث والضمير في قوله فهي للإبل. من علا أي من فوق يريد أنها عالية الأجسام طوال الأعناق، وذلك النوش الذي تناله هو الذي يعينها على قطع الفلوات.