النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تَكُن لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمٗا} (105)

قوله تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ } يحتمل ثلاثة أوجه :

أحدها : أن الكتاب حق .

والثاني : أن فيه ذكر الحق .

والثالث : أنك به أحق .

{ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ } يحتمل وجهين :

أحدهما : بما أعلمك الله أنه حق .

والثاني : بما يؤديك اجتهادك إليه أنه حق .

{ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خصيماً } أي مخاصماً عنهم ، وهذه الآية نزلت في طعمة{[715]} بن أبيرق ، واختلف في سبب نزولها فيه ، فقال السدي : كان قد أودع درعاً وطعاماً فجحده ولم تقم عليه بينه ، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدفع عنه ، فبين الله تعالى أمره .


[715]:- طعمة: هكذا في الأصول وفي سيرة ابن هشام وتفسير القرطبي أبو طعمة واسمه بشير وله أخوان هما مبشر وبشر. انظر سيرة ابن هشام 2/ 171 وتفسير القرطبي 5/ 375، 376.