الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تَكُن لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمٗا} (105)

قوله تعالى : { بِالْحَقِّ } : في محلِّ نصبٍ على الحال المؤكِّدة فيتعل‍َّق بمحذوفٍ ، وصاحبُ الحالِ هو الكتابُ أي : أنزلناه ملتبساً بالحق . و " لتحكمْ " متعلق ب " أَنْزلنا " و " أراك " متعدٍّ لاثنين أحدهما العائدُ المحذوفُ ، والثاني كافُ الخطابِ أي : بما أراكه الله . والإِراءَةُ هنا يجوزُ أن تكون من الرأي كقولك : " رأيتُ رَأْيَ الشافعي " أو من المعرفة ، وعلى كلا التقديرين فالفعلُ قبلَ النقل بالهمزة متعدٍّ لواحد وبعدَه متعدٍّ لاثنين كما عَرَفْتَ . و " للخائنين " متعلِّق ب " خصيماً " واللامُ للتعليلِ على بابها ، وقيل : هي بمعنى " عن " ، وليس بشيء لصحة المعنى بدون ذلك . ومفعولُ " خصيماً محذوفٌ تقديرُه : " خصيماً البرآء " وخصيم يجوز ان يكون مِثالَ مبالغةٍ كضريب ، وأن يكون بمعنى مُفاعِل نحو : خَلِيط وجَلِيس بمعنى مُخاصِم ومُخالط ومُجالِس .