النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَا تَهِنُواْ فِي ٱبۡتِغَآءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (104)

قوله تعالى : { وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاءِ الْقَومِ } أي لا تضعفوا في طلبهم لحربهم .

{ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ } أي ما أصابهم منكم فإنهم يألمون به كما تألمون بما أصابكم منهم .

ثم قال تعالى : { وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ } أي هذه زيادة لكم عليهم وفضيلة خُصِصْتُم بها دونهم مع التساوي في الألم .

وفي هذا الرجاء اثنان من التأويلات :

أحدهما : معناه أنكم ترجون من نصر الله ما لا يرجون{[714]} .

والثاني : تخافون من الله مالا يخافون ، ومنه قوله تعالى :

{ مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ للهِ وَقَاراً }

[ نوح : 31 ] أي لا تخافون لله عظمة . ومنه قول الشاعر :

لا ترتجي حين تلاقي الذائدا *** أسبعةً لاقت معاً أم واحداً


[714]:- هكذا في الأصول ولم يذكر التأويل الثاني.